زوجة تسأل: «زوجي مسافر لفترة طويلة ويطلب مني صورًا عـ.ـارية».. فما حكم الشرع؟

الجواب من موقع اسلام سؤال وجواب

هذا الفعل الوارد السؤال عنه من أقبح الأفعال ، وهو محرَّم لذاته ، ولما يؤدي إليه ، أما لذاته : فإن المرأة – أصلاً – كلها عورة ، ولا يجوز تصويرها ابتداء ، حتى لو كانت لا تُظهر إلا وجهها وكفَّيها ، فكيف إذا كان الظاهر منها ما هو أكثر من ذلك ؟! فكيف إذا كانت صورتها وهي تُبدي عورتها المغلظة ؟! فلا شك أن هذا يزيد في القبح والإثم والعقوبة .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

هل صورة وجه المرأة في جواز السفر وغيره عورة أم لا ؟ وهل يصح للمرأة إذا امتنعت عن التصوير أن تستنيب من يحج عنها ، والسبب منع الجواز أم لا ؟ ، وإلى أين حد لباس المرأة في الكتاب والسنة المحمدية ؟ . فأجابوا :

ليس لها أن تسمح بتصوير وجهها ، لا في الجواز ، ولا غيره ؛ لأنه عورة ؛ ولأن وجود صورتها في الجواز وغيره من أسباب الفتنة بها ، لكن إذا لم تتمكن من السفر إلى الحج إلا بذلك : رُخِّص لها في الصورة لأداء فريضة الحج ، ولم يجز لها أن تستنيب من يحج عنها ،

والمرأة كلها عورة في ظاهر أدلة الكتاب والسنة ، فالواجب عليها ستر جميع بدنها عن غير محارمها ؛ لقول الله تعالى : ( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ ) النور/31 ؛ وقوله سبحانه : ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) الأحزاب/53 .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود . “فتاوى اللجنة الدائمة” ( 1 / 718 ، 719 ) .

ونقلنا في جواب السؤال رقم ( 13342 ) عن الشيخ صالح الفوزان قولَه : تصوير النساء لا يجوز مطلقاً لما في ذلك من الفتن والشرور التي ترتب عليه زيادة على تحريم التصوير في حد ذاته ، فلا يجوز تصوير النساء للسفر ولا لغيره ، وقد صدر عن هيئة كبار العلماء قرار بتحريم ذلك .

انتهى

ولا يُعذر الزوج بتصوير زوجته وهي عارية

لا يبيح للزوج ذلك الفعل القبيح، وغيابه عن زوجته لا يُعتبر عذراً؛ حيث يعتبر تصوير النساء محرَّمًا ابتداءً. يمكن أن يترتب على ذلك العديد من المفاسد.

1. مخاطر الاحتفاظ بالصورة:

   • سرقة الصورة أو فقدانها يعرض الزوج لخطر انتشارها في الآفاق، مما يؤدي إلى استغلالها بشكل غير قانوني.

2. تبعات الطلاق:

   • في حالة الطلاق، يمكن أن تصبح الزوجة أجنبية، ولا يحق للزوج النظر إليها بعد ذلك.

3. الابتزاز:

   • الاحتفاظ بصورة زوجته يمكن أن يؤدي إلى ابتزاز الزوج لها، مما يؤدي إلى تنازلها عن حقوقها المالية أو تنفيذ رغباته المحرمة.

4. تأجيج الشهوة:

   • رؤية الزوج لصورة زوجته العارية قد يزيد من شهوته، وقد يلجأ إلى أفعال محرمة لتطفئ هذه الشهوة.

بناءً على ذلك، لا يحق للزوج أن يصور زوجته وهي عارية أو شبه عارية. ينبغي على الزوج أن يكون متصفًا بالغيرة على عرضها وأن يبذل جهدًا للحفاظ على هذا العرض. ويجب على الزوجة رفض مثل هذه الأفعال وعدم الموافقة عليها.

وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

(البقرة/168)

نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.